إنفوجراف.. "داريا" قصة صمود مدينة "العنب" في وجه "البراميل المتفجرة"
منذ عام 2012 تحاصر القوات الحكومية السورية مسلحي المعارضة والمدنيين في داريا، وتقصف المدينة بشكل يومي وتمنع وصول الموارد إليها
إنهاء حصار مدينة داريا التي صمدت 4 سنوات تحت الحصار يتصدر المشهد بعد التوصل لاتفاق برعاية أممية مع النظام السوري لإجلاء آلاف المدنيين والمسلحين، أنهى إحدى أطول المواجهات بعد أكثر من 5 سنوات من الصراع.
وينص "اتفاق التسوية" على "خروج 700 مسلح من المدينة إلى مدينة إدلب"، فضلاً عن "خروج 4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم ونقلهم إلى مراكز الإيواء"، من دون تحديد موقعها، كما يتضمن الاتفاق أيضًا: "تسليم السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل إلى الجيش"، حسب وكالة الأنباء السورية "سانا".
ومنذ 8 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012، تحاصر القوات الحكومية السورية قوات المعارضة والمدنيين في داريا، ويمنع وصول شحنات الطعام إليها، ويقصف بشكل يومي المنطقة الواقعة في الغوطة الغربية، وتبعد 7 كيلومترات عن دمشق مقر سلطة رئيس النظام السوري بشار الأسد، وهي أيضًا مجاورة لمطار "المزة" العسكري، حيث سجن "المزة" الشهير ومركز المخابرات الجوية.
ولداريا رمزية خاصة لدى المعارضة السورية؛ لأنها من أولى البلدات التي فرض عليها حصار بعد أن كانت في طليعة حركة الاحتجاج السلمي ضد حكم الأسد في مارس/آذار 2011، وخرجت عن سلطته منذ 4 سنوات بعدما تحولت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، وقاومت محاولات القوات الحكومية المتكررة لإعادة السيطرة عليها.
وقبل الحرب كان يقطن داريا حوالي 80 ألف شخص، لكن هذا العدد انخفض إلى 90% بعد أن ضطر أغلب سكانها إلى النزوح، إثر تدمير قرابة 80% من مبانيها، ويعيش فيها حاليًا نحو 8 آلاف شخص، واجهوا طوال سنوات الحصار نقصًا حادًّا في المواد الغذائية والخبز والمياه والكهرباء، وكثير من أطفالها ولدوا وترعرعوا في ظل الحصار.
وفي 6 إبريل/نيسان 2016، وجّهت نساء المدينة المحاصرة نداءً عاجلاً ناشدت فيه الأمم المتّحدة والمنظمات الإغاثية والإنسانية التدخل الفوري وإيصال المساعدات للمتضررين بأقصى سرعة ممكنة.
وأصدرت مجموعة من نساء داريا بيانًا بعنوان "نداء عاجل للعالم من نساء داريا: نحن على وشك الموت جوعًا"، قلن فيه "نحن نساء مدينة داريا المحاصرة نرسل إليكم هذه الدعوة الملحة لإنقاذ مدينتنا".
وفي يونيو/حزيران 2016، وافقت السلطات على السماح بإدخال شحنات الغذاء إلى الضاحية بموجب اتفاق لوقف الأعمال القتالية لكن لم تدخل سوى شحنة واحدة منذ ذلك الحين.
وأثارت معاناة المدنيين في داريا وغيرها من المناطق المحاصرة منذ فترة قلق الأمم المتحدة، التي استنكرت استخدام طرفي الصراع سياسة التجويع كسلاح حرب.
وبينما يحلو لأهلها تسمية داريا التي لطالما اشتهرت بإنتاج العنب "مدينة العنب والدم"، أطلق ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية على المدينة اسم "عاصمة البراميل المتفجرة" بعد تقديرات بسقوط ما يقارب 6500 برميل متفجر على المدينة منها 309 براميل في أسبوع واحد من شهر يونيو/حزيران الماضي.
ويرى محللون أن انسحاب مسلحي المعارضة من داريا يمثل نصرًا للقوات الحكومية، حيث نقلت وكالة "أسوشيتدبرس" عن حسام عياش، أحد النشطاء الموجودين في المدينة، قوله: "لقد أُجبرنا على الرحيل، ولكن حالنا تدهور حتى أصبح البقاء في المدينة لا يمكن تحمله"، وأضاف عياش "لقد صمدنا لأربع سنوات ولكن لا نستطيع الاستمرار".
aXA6IDMuMTM2Ljk3LjY0IA==
جزيرة ام اند امز